السلام عليكم
من الامور التي تخفى عن العاقل ان يرى انه متى لم يكن عنده امراة او جارية يهواها هوى شديدا انه لا يتلذذ في الدنيا .
فاذا صور محبوبا مملوكا تخيل لذة عضيمة - واذا كان عنده من لا يميل اليه اعتقد انه محروما .
وهذا امر شديد الخفاء - فينبغي ان يوضح و هو ان المملوك مملوك .
ومتى قدر الانسان على ما يشتهيه مله وماله الى غيره - تارة لبيان عيوبه التي تكشفها المخالطة فانه
قد قال الحكماء ( العشق يعمي من عيوب المحبوب ).
وتارة لمكان القدرة عليه - والنفس لاتزال تتطلع الى ما لا تقدر عليه -ثم لو قدرنا دوام المحبة مع القدرة
فاتها قد تكون ولكن ناقصة بمقدار القدرة وانما يقويها تجني المحبوب.
فيكون كالامتناع او امتناعه عن الموافقة ---فاذا صفا فلا بد من اكدار منها الحذر عليه ومنها قلة ميله
الى هذا العاشق . _ وربما يتكلف القرب منه - ويعلم الانسان بقلة ميل محبوبه اليه فينغص بل يبغص.
فان خاف منه خيانة احتاج الى حراسة فقويت النغص .
واصلح المقامات التوسط -وهو اختيار ما تميل النفس اليه ولا يرتقي الى مقام العشق . _
_فان العاشق في عذاب وقيل"
_ولكل جسم في النحول بلية **** وبلاء جسمي من تفاوت همتي
_ وفي الناس من يرضى بميسور عيشه **** ومركوبه رجلاه والثوب جلده
_ولكن قلبا بين جنبي ماله **** مدى ينتهي بي في مراد احده
_يرى جسمه يكسى شنوفا تربه **** فيختار ان يكسى دروعا تهده
_مافي الارض اشقى من محب **** وان وجد الهوى عذب المذاق
_تراه باكيا في كل وقت **** مخافة فرقة اولاشتياق
_ فيبكي ان ناوا شوقا اليهم **** ويبكي ان دنوا خوف الفراق
_ فتسخن عينه عند التداني **** وتسخن عينه عند الفراق
اختكم في الله قسامية الجزائر[b]